Sunday, September 28, 2014

القبول على النفقة الخاصة - جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا


BY: ANAAANOOOOSA 


ماهو القبول على النفقة الخاصة  ؟ 

تقبل الجامعة سنوياً أعداداً إضافية من الطلاب للدراسة على النفقة الخاصة على ان يزيد عدد المقاعد المخصصة لكل كلية عن 25% من العدد الكلى المخطط للقبول العام للكية شريطة الا تقل النسبئة المئوية لكل برنامج عن (نسبة القبول العام للبرنامج المعنى -12%) كحد أدنى .

للمزيد من التفاصيل : موقع القبول و التسجيل بجامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا 

Wednesday, September 24, 2014

Welcome to my Blog



By: anaaanoooosa 


This Blog this created by anaaanoooosa , and it is about sharing books and articles.
anaaanoooosa  is simply dummy text of the printing and typesetting industry. anaaanoooosa  has been the industry's standard dummy text ever since the 1500s, when an unknown printer took a galley of type and scrambled it to make a type specimen book. It has survived not only five centuries, but also the leap into electronic typesetting, remaining essentially unchanged. It was popularised in the 1960s with the release of Letraset sheets containing anaaanoooosa  passages, and more recently with desktop publishing software like Aldus PageMaker including versions of anaaanoooosa .

Contrary to popular belief,anaaanoooosa is not simply random text. It has roots in a piece of classical Latin literature from 45 BC, making it over 2000 years old. Richard McClintock, a Latin professor at Hampden-Sydney College in Virginia, looked up one of the more obscure Latin words, consectetur, from aanaaanoooosa  passage, and going through the cites of the word in classical literature, discovered the undoubtable source. anaaanoooosa  comes from sections 1.10.32 and 1.10.33 of "anaaanoooosa " (The Extremes of Good and Evil) by Cicero, written in 45 BC. This book is a treatise on the theory of ethics, very popular during the Renaissance. The first line oanaaanoooosa , "anaaanoooosa  dolor sit amet..", comes from a line in section 1.10.32.

Read also >> المرأة.. بين التقديس والتبخيس : د. وليد فتيحي

Tuesday, September 23, 2014

المرأة.. بين التقديس والتبخيس : د. وليد فتيحي

By: anaaanoooosa


تحدثنا في مقال سابق عن الأم، وانعكاسات الأمومة بكل ما تشمله من تأثيرات على الطفل، بدءاً من مرحلة كونه جنيناً مروراً بدورها في التنشئة والتربية، وتأثيرات حالتها النفسية عليه، ثم طبيعة العلاقة العاطفية بينها وبينه، إضافة إلى مدى ما تحوزه من ذكاء عاطفي وقدرة على قراءة طفلها، وصولاً إلى حساسيتها فيما يخص قدرتها على فهم طفلها وتجاوبها مع احتياجاته.


ويؤكد العلم الأهمية البالغة لأسلوب ومهارات تعامل الأم مع طفلها، فالأم القادرة على الاستماع للطفل حتى وإن كان الموضوع غير شيق لها، وعند وقوع الطفل في مأزق فلا تبادره باللوم وإنما تتعاطف معه وتركز معه في إيجاد حل استراتيجي، فإنها بذلك تعلّمه كيف يتعامل في المستقبل مع التحديات لإيجاد حلول عملية، لا لإضاعة الوقت والجهد في اللوم وفيما لا يفيد.


والأم القادرة على إدارة ومعالجة عوامل التوتر بنجاح والتي تستطيع أن تهدئ من روع طفلها وتتواصل معه بالعقل والعاطفة وتشاركه الفرح والمرح والسرور وتسامح بسرعة وسهولة، فإن الجهاز العصبي عند الطفل يتكون بأسس سليمة قوية تعينه على التعامل بثقة مع الصراعات والتحديات المستقبلية، إضافة إلى أنه يكون معها مرناً مبدعاً متفائلاً ومفعماً بالأمل.بينت الدراسات أن من أهم العوامل المؤثرة إيجابياً في الطفل هي مدى صحة علاقة أمه به، واحترام الأم لذاتها وكيانها، كما بينت أن الاكتئاب والضغط والتوتر هي من أهم العوامل المؤثرة سلباً في الطفل.


في دراسة حديثة من جامعة أريزونا، وجدت أن أطفال الأمهات اللاتي يعانين من الاكتئاب وتمت معالجتهن، أظهروا أعراضاً للاكتئاب أقل بكثير من الأطفال الذين لم تستجب أمهاتهم لعلاج الاكتئاب.


وأثبتت الدراسات المدعّمة بأحدث تقنيات تصوير الدماغ أن حب الأم للطفل له تأثير على حجم جزء في الدماغ يسمىHippocampus، وهو مسؤول عن تكوين ذاكرة جديدة والتعلم والاستجابة للضغوط، وفي إحدى الدراسات وجد أن حجم Hippocampus كان 10% أكبر في الأطفال الذين حظوا بقسط أوفر من الحب والحنان، مقارنة بغيرهم من الأطفال الأقل حظاً.وعند دراسة الأطفال الأيتام في رومانيا ممن عانوا الإهمال منذ الولادة، فلم يكن هناك مجيب لصراخهم وبكائهم منذ ولادتهم وحرموا من أي فرصة في تكوين علاقة وطيدة مع إنسان بالغ، وجد أن هناك فعلياً ثقبا أسود في جزء من الدماغ في المنطقة التي من المفترض أن تكون فيها القشرة الأمامية والمسؤولة عن إدارة المشاعر والإحساس بالجمال والسعادة.وبذلك فإن تربيتهم الأولى حالت بينهم وبين أن يصبحوا أناساً طبيعيين مدى الحياة، وهذا ما أكدته الباحثة سو جيرهارد في كتابها (لماذا الحب مهم؟)، وبينت في كتابها أن كل تجربة يمر بها الطفل لها تأثيراتها على تطور الدماغ وتكوين شخصية الطفل، فالإهمال والتوتر والتناقض في المعاملة كلها تؤدي إلى تربية طفل متوتر غير مستقر وغير آمن وغير واثق بنفسه.وتستمر آثار علاقة الطفل بأمه مدى الحياة، فتبين الدراسات أن أنماط التواصل والتعلق بين الطفل وأمه في عمر سنة واحدة ستحدد وبكل دقة ما يمكن أن نتوقعه من الطفل عندما يصبح في الثامنة من عمره.


وفي دراسة مسحية قومية بأميركا على ألفين وتسعمئة وخمسة من البالغين ما بين 25-74 سنة وجد أن علاقة الطفل بالأم استمرت آثارها الصحية والنفسية إلى مرحلة متأخرة من العمر.فعندما تكون الأم ضحية عنف أسري من قبل الأب، فإن الطفل يصاب بالحزن والارتباك والتشويش والحيرة والخوف على الأم وعلى نفسه والإحباط وتأنيب الضمير والانعزالية وتبخيس الذات والغضب وتحطيم صورة العالم في عينيه وتكوين نظرة سلبية لنفسه وللعالم من حوله، وقد ينتهي بتبرير العنف واحتقار المرأة ومحاكات هذه السلوكيات العدوانية المرضية ضد المرأة والآخرين.


إن العلم والدراسات والأبحاث تثبت لنا بما لا يقبل الشك أن الأم هي أهم مدرسة في صناعة الأجيال، وهنا أفهم قول حافظ إبراهيم:


الأمّ مدرسةٌ إِذا أعددتها 
أعددت شعباً طيِّب الأعراقِ
الأمّ روضٌ إِن تعهّده الحيا 
بِالرِيِّ أورق أيّما إيراقِ
الأمّ أستاذ الأساتِذةِ الألى 
شغلت مآثِرهم مدى الآفاقِ


كما أفهم قول نابليون بونابرت “أعطني أماً طيبة، أعطك أمة عظيمة”، وقوله “إن المرأة التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بشمالها“.


ولكن الأم قبل أن تكون أماً وترفع مكانتها كأم في المجتمع وتحمّل عبء صناعة جيل.. ماذا كانت؟ كانت طفلة ثم فتاة ثم امرأة، فهل عوملت الطفلة والفتاة والمرأة بما يليق بها كصانعة جيل؟ وبما يهيئها لحمل هذه الأمانة العظيمة؟


يشرح الدكتور مصطفى حجازي في كتابه (التخلف الاجتماعي.. مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور) الوضعية التناقضية للمرأة في المجتمعات المتخلفة، فالمرأة في أي مجتمع هي أفصح الأمثلة على وضعية القهر بكل أوجهها في المجتمع المتخلف، بحكم أنها أضعف عنصر فيه وأكثره تعرضاً للقهر، فهي تعاني أنواعاً مختلفة من الاستلاب المقنن، تارة باسم الدين – والدين بريء منه بالطبع – وتارة باسم العادات والتقاليد، رغم أن الشرع أولى بالاتباع، فتهضم حقاً ضمنه لها الشارع.. وهل غير الله أعلم بما خلق وخير من يشرع لتنظيم الحياة؟


فنرى في المجتمعات المتخلفة تناقضاً عجيباً في معاملة المرأة ما بين تبخيس وتقديس.. تبخيس المرأة كأنثى وتقديسها كأم، وليس أكثر تبخيساً للمرأة على المستوى الاجتماعي في المجتمع المتخلف من مكانتها في لا وعي الرجل المقهور بإسقاط العيب والضعف والعار عند الرجل على المرأة اجتماعياً، وتستخدم المرأة كوسيلة للتعويض عن المهانة التي يلقاها الرجل المقهور اجتماعياً، أو للتعويض عن قصوره اللاواعي بإسقاطه على المرأة، وفي الحالتين تفرض على المرأة وضعية من القهر تقضي على إمكاناتها الذهنية والإبداعية والاستقلالية والمادية، بل ويكرس هذا القصور كما تكرس صفات الأنوثة المبخسة.إنه التبخيس المفرط المقنن المبرمج.. المرأة العورة والمرأة الضعف والمرأة العيب والمرأة القاصر والمرأة الناقصة.. هل يمكن أن ينتقل هذا بين يوم وليلة لتصبح المرأة نفسها أماً وتغدق عليها صفات التقديس كـ(الجنة تحت أقدام الأمهات).. أي أم هذه التي سينتجها كل هذا التبخيس؟ هل سيرى طفل اليوم (رجل وامرأة الغد) من هذه الأم إلا ما أسقطه المجتمع عليها؟ هل تستطيع الأم المهمشة المنكسرة المنهزمة المبخسة أن تخرج جيلاً بصفات غير التي ألبسها المجتمع إياها؟


إذا أردنا حقاً أن نخرج أجيالاً تنهض بأمتنا من جديد، فليس من طريق إلا أن نعيد للمرأة مكانتها التي ضمنها لها الشرع وأكدها الرسول بقوله “إنما النساء شقائق الرجال”، فكل استلاب فكري وعقائدي واجتماعي واقتصادي وسياسي ونفسي يسقطه المجتمع على المرأة سيسقط بالتلقي والتربية لا محالة على الجيل القادم بأسره.


وإلى أن نعيد للمرأة حقوقها وكرامتها وعزتها، لن يكون هناك جيل قريب يعيد لنا كأمة حقوقنا وكرامتنا وعزتنا.


أسئلة العصر المحيرة - أحدية الله وواحديته : فتح الله كولن

By: anaaanoooosa


السؤال: الله تعالى واحد، ولكنه في كل مكان... أيمكن إيضاح هذا؟

الجواب: الله تعالى واحد أحد، ومع ذلك فهو موجود وحاضر بعلمه وقدرته في كل مكان وفي كل زمان. وعندما نقول هذا لا نعني أنه تعالى يشغل حيزاً مكانياً كسائر الأجسام. عندما نقول إنه واحد أحد فإننا نشير إلى جلاله وإلى عظَمته ونعبّر عنهما. وعندما نقول إنه في كل مكان نقصد أنه موجود برحمانيته ورحيميته وعلمه وقدرته في كل مكان وهو -بلا تشبيه، فللّه المثل الأعلى- كأشعّة الشمس التي مع أنها تلامس رؤوسنا إلاّ أنها بعيدة عنا ولا نستطيع الوصول إليها. أي أن الله تعالى مع أنه يحيط بنا بصفاته هذه، وأقرب إلينا من حَبل الوريد إلاّ أننا لا نملك الوصول إليه في علْيائه. أجل! إن الله تعالى يقول: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ (ق:16).
إذن فالله تعالى الذي هو أقرب إليّ من حبل الوريد لا بد وأنه حاكم ومسيطر في كل مكان وخارج حدود الكمّية والكيفية. فهو ﴿يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ (الأنفال:24). إذن فهو أقرب إلي من قلبي. فإن قلتُ: "إن الله في قلبي" فهو كلام صحيح. لأنه يعلم عني أكثر مما أعلم عن نفسي، ثم ﴿وَمَا رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى﴾ (الأنفال:17). أي أن الله تعالى هو الذي رمى في معركة بدر وفي غيرها من المعارك باسم الرسول صلى الله عليه وسلم. إذن فهو يؤثّر في كل شيء حتى في الرّمْي. إذن فهو في كل مكان حسب هذه الآية وغيرها من الآيات وهي تبين لنا أن الله تعالى حاضر ومسيطر في كل مكان بقدرته وعلمه وبرحمانيته ورحيميته وبجماله وجلاله وبعلمه وإرادته وبسائر صفاته الأخرى.
وهو مع هذا واحد أحد وذلك حسب الآيات العديدة في القرآن وحسب اقتضاء الحقائق الكونية. ولو كان هناك إلَهان -حاشاه- لفسدت السماء والأرض. وهذا هو ما يسجله القرآن الكريم ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ (الأنبياء:22). أي لتصادمت النجوم وانفجرت، وتصادمت الذرّات بعضها مع البعض الآخر. ولأدّت أشعّة الشمس الواصلة إلى الأرض إلى سلسلة من الفعاليات الأشعاعية لليُورَانْيُوم ولَما بقي هناك شيء حيّ على وجه الأرض.
وكان علماء الكلام السابقون يُطلقون على هذا اسم "بُرهان التمانع". وحسب هذا البرهان فاللهُ واحد ولا يمكن أن يكون هناك إلهان اثنان. لأن شأن أي شيء صغير -كقيادة سفينة مثلاً- يكون مصيره الاضطراب إن تدخّلت فيه يدان اثنتان. ولو وضعت عجلتان للقيادة في سيارة وتركت قيادة السيارة لسائقَين لكان الاضطراب والاصطدام نتيجة مثل هذه القيادة على الرغم من وجود طرق مبلطة وجيدة. لذا كان الاضطراب هو مصير الكون لو تمت إدارته وتنظيمه من قبل أرادتَين مستقلتين وحرّتين.
لذا نرى أن قدراً سرّيّاً يجري في هذا الكون الهائل المنظم غاية التنظيم بدءً من العالم الكبير "الكون"، إلى العالم المتوسط "عالم الإنسان"، إلى العالم الصغير "عالم الذرات". وهذا النظام والتناسق والتناغم الموجود في هذه العوالم يحتاج إلى خطة علمية. ويحتاج إلى قدرة وإرادة لإخراجه من مرحلة التخطيط إلى مرحلة الوجود. ثم يحتاج إلى دوام المراقبة والسيطرة. وكل هذا في حاجة إلى إدارة واحدة وذات واحد أحد. فحتى الإنسان يرفض أن يتدخل أحد في شؤونه الخاصة وفي عمله، وذلك حسب ما يطلقون عليه اسم "قانون ردّ التدخل". فكيف يستطيع أحد أن يتدخل في شؤون الله تعالى في تنظيم الأمور المتداخلة والمعقدة لهذا الكون الهائل؟!
لذا قلنا بأنه لو تدخل في كتاب هذا الكون وفي معمله ومصنعه أو في ساعته يدان اثنتان لفسد الكون بأكمله. وبما أنه ليس كَوناً مضطرباً أو فاسداً، بل هو منظّم غاية التنظيم إذن فصاحبُه ومالكُه وخالقه واحد أحد. والآن لنتناول الموضوع من جانب الضمير:
إن الحوادث الجارية من حولنا تُبَرهن -سواء على مستوى عالمنا الداخلي أم على المستوى الواقعي- بأن الله تعالى هو المستند الوحيد وهو الملجأ الوحيد. ذلك لأنني باعتباري إنساناً عاجزاً وفقيراً أرفع يديّ بالضراعة مُدركاً عجزي وفقري وكأني على خشبة مكسورة في خضمّ محيط هائج واهتف قائلاً: "يارب! يارب!" وأنا أشعر في أعماق قلبي بأن هناك من يسمَعني. ولكي يسمعني لا بد أن يكون حاضراً وناظراً في كل مكان وأن يكون ربّاً للعالمين، بحيث عندما يسمع ضراعتي يسمع في الوقت نفسه ضراعة نملة وحاجتها إليه جل جلاله وطلبها منه.
إذن فهو أقرب إلى النملة من نفسها؛ والأدعية المقبولة على مستوى العالم تبيّن هذه الحقيقة. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ سلَيمان بن داود خرج هو وأصحابه يستسقون فرأَى نملةً قائمة رافعة إحدى قوائمها تستسقي، فقال لأصحابه: ارجعوا فقد سقيتم إن هذه النملة استسقت فاستجيب لها».[1]
كل موجود في هذا العالم يتوجه إلى الله تعالى ويتقدم إليه بحاجته ويدعوه ويتضرع إليه. والله تعالى يستجيب لهذه الأدعية ويكشف لنا هذه الحقيقة عندما يقول ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إذَا دَعَاهُ﴾ (النمل:62). ثم أليست ضمائرنا شاهدة على هذا؟
إذن فالله تعالى موجود في كل مكان يسمع كلّ صوت ويرى حال الجميع ويسرع لنجدة الجميع ويتجلى للجميع برحمانيته ورحيميته؛ لذا فهو عظيم جليل عزيز لا يحتاج إلى مساعدة أحد، لأنه قادر على إنجاز كل شيء وَحْده، خلْقُ الجنة سهْل عليه كسهولة خلق الرّبيع. وينبع هذا من عظمته وجلاله ووحدانيته. وهو في كل مكان وفي كل موضع يرى ويسمع ولكن ليس كجسم يشغل حيزاً في الفراغ أو في المكان، فهو بأسمائه الحسنى وصفاته مبرَّأ ومنـزَّه عن الكمّية وعن الكَيْفية عندما يكون حاضراً في كل مكان، وهذا تجلٍّ من تجليات أحَديته وجماله ورحمانيّته ورحيميّته.
وهاكم شاهداً على هذا: لو سحب ماء عيني ولم يعط لها الماء لأصبت بمرض جفاف العين، إذن فهو يرى عيني كل دقيقة؛ لذا فهو يرطبها ليحفظها من المرض. إذن فلا بد من وجود من يعطي لي العين لتكون وسيلة لي لرؤية الأشياء ويرى عيني ويعلم ما تراه عيني لتتم كل هذه الأمور. ومثلاً: يجب أن يكون هناك من يقوم بترطيب اللّقمة عند تناول الطعام لكي يتم هضمه ويرسل الشفرات إلى معدتي ويحرك فكّي، ويرسل الغذاء إلى الخلايا التي تحتاجه بشكل عادل لكي تستمر حياتي. لذا نقول: "ان أسماء ربنا تتجلى علينا برحمانيته ورحيميته". ولو لم يكن ربّنا مَوجوداً في كل مكان يسمع ويرى إذن لجفّت اللقمة في فمي ولنـزلت إلى المعدة وكأنها حجر صلد، ولَما توزّع الغذاء إلى الخلايا بشكل عادل. نفهم من كل هذا أن الله تعالى أقرب إلينا من أنفسنا. أجل!.. فالله تعالى بتجليات أسمائه الحسنى أقرب إلينا من حبل الوريد، ولكننا -بخصائصنا البشرية- بعيدون عنه بعداً كبيراً. ولكن كيف نستطيع التوفيق بين هذين الأمرين؟
نشرح ذلك بمثال. إن الشمس قريبة منا جدّاً، ولكننا بعيدون عنها. والشمس واحدة، ولكنها تلاطف رؤوسنا كل يوم بإشعاعاتها المختلفة الأطوال، وتنضج لنا الأثمار على الأشجار. وحرارة الشمس وضياؤها وألوانها هي بمثابة صفات مختلفة لها. فلو كانت لحرارتها قدرة، ولضيائها علم، ولألوانها السَّبعة حواسّ كالرؤية والسمع لَكانت الشمس أقرب إلينا من أنفسنا وأجرت تصرّفاتها معَنا. هذا مع أن الشمس جسم كثيف ومادّي، فهي تحتوي على الهيدْرُوجِين الذي ينقلب على الدوام إلى الهيلْيُوم وتنطلق من تحول ملايين الأطنان من الهيدروجين إلى الهيليوم طاقة كبيرة على شكل أشعاع وضوء يصل إلينا وإلى أماكن أخرى، مع العلم أن الشمس أولاً وأخيراً جسم ماديّ، بينما الله سبحانه وتعالى منـزَّه عن المادة ومبرأ عنها، فالله تعالى ليس ضوءً ولا أشعاعاً ولا ذرّة، بل هو خالق هذه الموجودات، لذا فهو يختلف عنها.
فالله تعالى مُنوِّر النور، ومُصوّر النور، ومُشكّل النور، فهو منبع النور، وهو خالق النور؛ فكل أنواع الأنوار والأضواء وكل أنواع الحرارة والألوان في قبضة تصرّفه. فإن كانت هذه هي حال الشمس التي هي مخلوقة من قِبَله تعالى فلا شكّ أن الله تعالى الواحد منذ الأزل يكون حاضراً وناظراً في كل مكان.
ثم إن الملائكة الكرام أن تكون موجودة في اللحظة نفسها في أماكن عدة. كما أن الجنّ أيضاً يمكن أن يكون مَوجوداً في عدّة أماكن في نفس الوقت. وكذلك يستطيع الشَّيطان الأكبر التأثير في كثير من الناس في اللحظة نفسها على الرغم من أنه شيطان واحد. لأنه يستطيع إرسال وَسْوسته إلى العديد من الناس في اللحظة نفسها، أي يستطيع التأثير عليهم في نفس الوقت.
فإذا كان لبعض مخلوقات الله تعالى -حتى بعض المخلوقات الحقيرة والعاجزة- مثل هذه القابليات فلِمَ لا تكون لأسماء الله تعالى -وهو الحي القيوم- مثل هذه التجليات ومثل هذا الحضور والرقابة في كل مكان؟
الهوامش
[1] المصنف لعبد الرزاق، 3/95؛ المصنف لابن أبي شيبة، 6/62.

خمس قواعد بسيطة للعلم - نيل ديجراس تايسون

كتب مختارة